ابيات شعرية في الحج

الحجُّ وجهةُ من أرادَ وصولا = ومن استطاعَ إلى الأداءِ سبيلا
في رحلة العمرِ التي نفحاتُها = تُذكي فؤاداً راغِباً موصولا
وفريضة الله التي بركاتُها = تمحو الذنوبَ وتقتضي التعجيلا
وفدت جموع المسلمين لموعدٍ = في موسم الرحَماتِ كان قَبيلا
أفواجُهُم قدمت بكلِّ تحرُّقٍ = من كلِّ فجٍّ قد أتَوها رحيلا
إذ أقسم الرحمن بالعشرِ التي = فيها عطاء الله عمَّ جزيلا
لبّوا نداءَ الحَقِّ حين دعاهُمُ = ربٌّ تعالى في السماءِ جليلا
مهما تنوعت الأصولُ فإنّما = آدمْ أبوهم في القرون الأولى
لا فضلَ للأعراقِ فيما بينُهُم = فاللهُ قد جعل القلوبَ دليلا
يوم الوقوفِ تخالطت دعواتُهُمْ = متجمِّعينَ على الصعيدِ أصيلا
المجمعُ الميمونُ في شوقٍ سما = هفت النفوسُ لربها تبجيلا
رُفِعَت أكُفَّ ضراعةٍ وتوسُلٍ = تدعو الإلهَ وترتجيه قبولا
فاضوا إلى البيتِ العتيقِ وكبَّروا = ولربهم قد هللوا تهليلا
سجدت جباه الخَلْقِ للباري الذي = ملَكَ العوالِمَ واليدَ الطولى
ما بين مروةَ والصفا قد هرولوا = من حيثُ إبراهيمُ بات خليلا
رجموا شياطين الوساوسِ والهوى = إذ أن كيد ابليسَ كان ضئيلا
وهبوا ضحاياهم صبيحةَ عيدِهِم = لِجَنابِ مَن منح الجبالَ الطولا
أدّوا مناسكَهم بكلِّ تجرُّدٍ = متمثِّلين بأُسوةٍ تمثيلا
رجعوا إلى الدنيا كيوم ولادةٍ = ينهون حجّاً طيِّباً وفضيلا
صلى عليك الله يا نورَ الهدى = يا مِشعلاً حمل الضياءَ رسولا
وعلى جميع الآلِ والصحبِ الأُلى = في صدقِهم ما بدَّلوا تبديلا