«۩۞۩- ســـــــــرايـــــــا الدعــــوة-۩۞۩
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

«۩۞۩- ســـــــــرايـــــــا الدعــــوة-۩۞۩

«۩۞۩- ســــــرايا الدعــــــــوة-۩۞۩»
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اية اسلام

اية اسلام


عدد الرسائل : 358
العمر : 36
شعارك في الحياة : هذا حجابي عفتي و كرامتي
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/01/2008

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله   شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Icon_minitimeالجمعة يوليو 25, 2008 11:35 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله


والحديث رواه الإمام البخاري والإمام مسلم والنسائي 0


قالت عائشة رضي الله عنها وهي تقص على النبي عليه الصلاة والسلام حكاية :


( جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً )


قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقى .


وقالت الثانية : زوجي لا أبث خبره، إني أخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره .


وقالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .


وقالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة .


وقالت الخامسة : زوجي إذا دخل فَهِد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .


وقالت السادسة : زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف، وإذا اضطجع التف ، ولا يولج


الكف ليعلم البث .


وقالت السابعة : زوجي عيايا أو غيايا ، طباقا ، كل داء له داء ، شجك أو فلك أو جمع كلاً لك.


وقالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب .


وقالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .


وقالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك! مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك


قليلات المسارح ، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .


وقالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ! أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم


عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل


وأطيط ودائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح .


أم أبي زرع فما أم أبي زرع ! عكومها رداح ، وبيتها فساح .


ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ! مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة .


بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها .


جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ! لا تبث حديثنا تبثيثاً ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً ،


ولا تملأ بيتنا تعشيشاً .


قالت : فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان


من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلاً ثرياً ، ركب سرياً ،


وأخذ خطياً ، وأراح علي نعماً ثرياً ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً ، وقال : كلي أم


زرع وميري أهلك ، قالت : فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .


فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضي الله عنها - : كنت لك كـأبي زرع لـأم زرع ) .

وفي رواية النسائي قال لها : ( ولكني لا أطلقك )، هذه الزيادة 0




شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd
يتبع شرح الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اية اسلام

اية اسلام


عدد الرسائل : 358
العمر : 36
شعارك في الحياة : هذا حجابي عفتي و كرامتي
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/01/2008

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله   شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Icon_minitimeالجمعة يوليو 25, 2008 11:37 pm

شرح الحديث :

خبر المرأة الأولى :

بدأت القصة بامرأة أردت زوجها صريعاً بالضربة القاضية في الجولة الأولى، تقول:

( زوجي لحم جمل غث ) ، الغث : هو الرديء ، تشبهه بأنه لحم جمل رديء ، ومعلوم

أن أغلب الناس ليس لهم شغف بلحوم الجمال ، وهذا اللحم مع أنه لحم غير مرغوب

فيه ، فهو غث أيضاً ، أي : لو كان لحماً جملياً نظيفاً، أو كان لحم قعود صغير لقبلناه

على مضض، لكنه جمع ما بين أنه لحم جمل وبين أنه غث ورديء أصلاً . تقول :

( زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعر ) ، قليل من لحم جمل على قمة عالية ،

ومن الذي سيصعد ويجهد نفسه ويتسلق الجبل لأجل قليل من لحم غث ؟ فهي تقول :

( على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى ) ، أي : ليس جبلاً سهل المرتقى ،

فيمكن الصعود عليه لنأكل اللحم الذي عليه، وليت الجبل إذ هو وعر أن يكون هذا اللحم

لحم ضأن مثلاً أو نحوه. وهي تريد بهذا أن تقول : إن الرجل جمع ما بين سوء

الخلق وسوء المعشر ، فأخلاقه سيئة جداً لدرجة أنك إذا أردت أن ترضيه كأنك تتسلق جبلاً .

وهناك بعض الناس هكذا ، إذا أردت أن ترضيه تبذل جهداً عظيماً حتى يرض عنك

فأخلاقه وعرة كوعورة الجبل، فهي تصف زوجها بهذا .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة الثانية

وقالت المرأة الثانية : ( زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف ألا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره ) .

تقول : أنا لن أتكلم، ولا أبث خبره ، ومع ذلك فقد تكلمت ! وفي الرواية الأخرى :

( زوجي لا أثير خبره ، إني أخاف ألا أذره ) ، يقول العلماء : إن ( لا ) هنا زائدة ، والمعنى

: إني أخاف أن أذره ، أي أخاف أن يطلقني لو أفشيت خبره ، وإذا تكلمت سأذكر عجره وبجره .

وأصل العجر هو : انتفاخ العروق في الرقبة ، والبجر : انتفاخ السرة ، فكأنها قالت :

له عيوب ظاهرة وباطنة ، فكنت عن العيوب الظاهرة بالعجر، الذي هو انتفاخ العروق،

وهذا فيه تشويه لجمال الرقبة ، فكأنها تصف هذا الرجل أن عيوبه الظاهرة ظاهرة

وجلية ومعروفة غير مستترة ، وله عيوب خفية لا تعرفها إلا المرأة ، وكنت عنها بالبجر،

الذي هو انتفاخ السرة . ومنه قول علي - رضي الله عنه - في يوم الجمل :

( إلى الله أشكو عجري وبجري ) ، وهذه المرأة أيضاً تذم زوجها .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة الثالثة

ثم قالت المرأة الثالثة : ( زوجي العشنق ) ، العشنق : هو الطويل المغفل الذي بلا منفعة ،

والعلماء يقولون : إن العشنق رأسه صغير وقامته طويلة ، وفيه تباعد ما بين الدماغ

والقلب ، فيمكن أن تنقطع الصلة بينهما فيبقى عنده عقل بلا قلب ، أو قلب بلا عقل ،

تقول : ( زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق ) ، فلا حيلة لها معه ،

وفي الرواية الأخرى : ( وأنا معه على حد السنان المذلق ) ، أي : تعيش معه على

شفا جرف هار، فلا اطمئنان على الإطلاق في حياتها مع هذا الرجل ، فهذا الرجل بلغ

من سوء خلقه أنه لا يتيح لها الفرصة لا لتتكلم ، ولا لتسكت ، فعلى كلا الحالين إذا

سكتت أو تكلمت فإنه سيطلقها ، لكن هي تحبه ، أو أنها تريد أن تعيش معه ليطعمها ،

فهي تسكت على سوء خلقه ، ولو سكتت فإنه يعلقها فلا هي متزوجة ولا هي مطلقة .
شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة الرابعة

أما المرأة الرابعة فقد وصفت زوجها وصفاً جميلاً ، وهي أول امرأة تصف زوجها بخير ،


تقول : ( زوجي كليل تهامة ) ، ومعروف أن ليل تهامة من أفضل الأجواء ..

( زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة ) ، أي : لطيف المعشر ،

وحسن العشرة ، ( لا حر ) : أخلاقه ليست شديدة ، ( ولا قُر ) : أي : ليس بارداً ،

( ولا مخافة ولا سآمة ) ، فالمرأة تأخذ راحتها في الحوار ، فتتكلم معه ولا تسكت .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة الخامسة

وقالت الخامسة : ( زوجي إذا دخل فهِد ، وإذا خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد ) .

اختلف شراح الحديث هل قولها هذا خرج مخرج الذم أم خرج مخرج المدح ؟ لكن الظاهر

أنه خرج مخرج المدح ، فقولها : ( زوجي إذا دخل فهد ) يقولون: من طبع الفهد -

وهو الحيوان المعروف - أنه كثير النوم ، فهي تصفه بالغفلة، والرجل الذي يزيد ذكاؤه

عن الحد، والذي يتتبع كل صغيرة وكبيرة ، رجل متعب جداً ، فلا بد من شيء من التغافل .

قيل لأعرابي : من العاقل ؟ قال : ( الفطن المتغافل ) . يعني : الذي يتجاهل بإرادته ،

وليس لازماً أن يُعرفها أنه يعرف ، ولكنه يتجاهل بإرادته ؛ لأن هذا يضيع حلاوة التغافل

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة السادسة

وقالت السادسة : ( زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف ، وإذا اضطجع التف ،

ولا يولج الكف ليعلم البث ) . ( إذا أكل لف ) : يلف : أي : يأكل من كل الأطباق ، ولا يترك

صنفاً إلا ويأكل منه ، ( وإذا شرب اشتف ) ، أي : يستمر يشرب حتى لا يبقي شيئاً ،

فهو نهوم ، أكول ، وهذا يدل على أن المرأة ماهرة ، فما ترك شيئاً إلا أكل منه، ويشرب

بنوع من النهم، وتكون النتيجة أنه عندما ينام يلتف لوحده ، هذا هو الجزاء ، ولا يشكر

هذه المرأة التي طعامها جميل ، وشرابها جميل ، لدرجة أنه يأكل بشره ، بل يكافئ المرأة

بأنه إذا اضطجع التف ، فهي تشتكيه .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة السابعة

وقالت السابعة - وهذه ما تركت شيئاً في الرجل - : ( زوجي عيايا غيايا طباقا ) ، ( عيايا ) :

من العي ، ( غيايا ) : من الغي ، وهو الضلال البعيد ، ( طباقا ) : مقفل لا يتفاهم ،

( كل داء له داء ) : كل عيوب الدنيا فيه ، كل داء تجده فيه . ( شجك ) يجرح وجهها ،

( أو فلك ) يكسر عظمها ، ( أو جمع كلاً لك ) ، أي : إما يشج رأسها فقط ، وإما يكسر

عظمها فقط ، وإما يكسر عظمها ويشج رأسها ، فهذا الرجل عنيد جداً .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة الثامنة

وقالت الثامنة : ( زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب ) .

وهي تمدحه ( مس أرنب ) أي : ناعم البشرة ، ناعم الملمس ، كجلد الأرنب ، رفيق رقيق ،

( والريح ريح زرنب ) ، الزرنب : نبات طيب الرائحة ، وهذا أدب ينبغي أن نتعلمه ، فينبغي

على الرجل والمرأة أن يحرصا على أن تكون روائحهما طيبة ، ومن الأشياء المنفرة التي

هدمت بيوت بسببها هذا الموضوع.. والرسول عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام

مسلم عن شريح بن هانئ قال: قلت لـعائشة : ( بأي شيء كان النبي صلى الله عليه

وسلم يبدأ إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك ) ، فأول ما يدخل البيت يستاك ، وهذا نوع

من إزالة الرائحة الكريهة التي يمكن أن تكون في الفم، فالإنسان ينبغي عليه أن يحرص

على هذا، فهذه المرأة تمدح زوجها بأنه طيب العشرة ، ولم يفتها أن تصفه بطيب الرائحة .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة التاسعة

وقالت التاسعة : ( زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد ) ،

وهي أيضاً تمدحه.. ( رفيع العماد ) أي : طويل ، لكن هناك فرق بينه وبين العشنق ،

فهذا طويل وهذا طويل ، لكن شتان بين طويل وطويل ، فهذا رجل رفيع العماد ، طويل ،

ذو هيئة حسنة ، ( طويل النجاد ) ، النجاد : هو جراب السيف ، فهذا رجل عندما يلبس السيف

يكون الجراب الخاص به طويلاً ، وهذا أمر يمتدح به .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

خبر المرأة العاشرة

وقالت العاشرة : ( زوجي مالك ، وما مالك ! ) ، أي : اسمه مالك ، ثم قالت :

( وما مالك ! ) أي : هل تعرفون شيئاً عن مالك ؟ ( مالك خير من ذلك ) ، مالك خير

من كل ما يخطر ببالك ، وهذا مدح عالٍ ، ( له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ) ؛

لأنه يتوقع أن يأتيه الضيوف ، فلا يجعل الغلام يسرح بكل الإبل ؛ لئلا يأتي الضيف فلا يجد

شيئاً يذبحه ، ( له إبل كثيرات المبارك) باركة باستمرار ، ( قليلات المسارح ) قلما يسرحها ،

( إذا سمعن صوت المزهر ) ، وهي الإبل التي في الزريبة ، إذا سمعن صوت المزهر ،

( أيقن أنهن هوالك ) ، يعرفن أن إحداهن ستذبح ، فإذا سمعن هذا الصوت علمن أن

الضيف وصل ، والرجل يحيي الضيوف ، ويستقبلهم بالطبل البلدي ، فيعرف الجمل الذي

بالداخل أنه سينحر ؛ لأنه قد حل ضيف .

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اية اسلام

اية اسلام


عدد الرسائل : 358
العمر : 36
شعارك في الحياة : هذا حجابي عفتي و كرامتي
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/01/2008

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله   شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Icon_minitimeالجمعة يوليو 25, 2008 11:39 pm

والمرأة الأخيرة هي بيت القصيد ، وهي أم زرع التي سمي الحديث بها


شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd


قالت أم زرع : ( زوجي أبو زرع فما أبو زرع ! ) ، هل تعرفون شيئاً عن أبي زرع ؟ .

وحيث إننا لا نعرف شيئاً عن أبي زرع، فهي تعرفنا من هو أبو زرع. تقول :

( أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ) . هذا كله غزل ، ( أناس من حلي أذني ) :

النوس يعني الاضطراب والحركة ، ومنه الناس ؛ لأنهم يتحركون ذهاباً وإياباً .

( أناس من حلي أذني ): أي:

ألبسها ذهباً في آذانها ، وهي تتحرك، فالذهب يتحرك في آذانها بعدما كانت خالية ، فهي

الآن تحمل ذهباً في كل أذن .( وملأ من شحم عضدي ) : بدأت المرأة بالذهب لأنه

أهلك النساء ، الأحمران : الذهب والحرير ، فالنساء عندهن شغف شديد بالذهب ،

( وملأ من شحم عضدي ) ، تريد أن تقول : إنه كريم .. يعني أنه أخذها نحيلة والآن امتلأت .

( وبجحني فبجحت إلي نفسي ) ، يقول لها: يا سيدة الجميع ! يا جميلة ! يا جوهرة !

حتى صدقت ذلك، من كثرة ما بجحها إلى نفسها ،( فبجحت إلى نفسي ) : أي : فصدقته ،

مع أنها قالت :(وجدني في أهل غنيمة بشق) ، يعني : شق جبل ، أي أنها كانت تعيش

في حارة بشق ، وفي بعض الروايات الأخرى( بشق ) : يعني كانت تعيش بشق

الأنفس ، فقيرة فقراً مدقعاً تقول :( وجدني في أهل غنيمة ) ، غنيمة : تصغير غنم ، أي

أن حالتهم كانت كلها كرب ، حتى الغنم صار غنيمة ، دلالة على حقارة المال . قالت :

( وجدني في أهل غنيمة بشق ) ، فنقلها نقلة عظيمة ، ( فجعلني في أهل صهيل

وأطيط ودائس ومنق ) ، هذه نقلة كبيرة من أهل غنيمة بشق، نقلها إلى ( أهل صهيل ) :

أصحاب خيل ، ( وأطيط ) : أصحاب إبل ؛ لأن الخف الخاص بالجمل لين، فعندما يكون

محملاً حملاً ثقيلاً تسمع كلمة : أط أط أط، خلال مشيه ، فهذا يسمى أطيطاً ، والإبل كانت

من أشرف الأنعام عند العرب،( ودائس ) أي : ما يداس ، وهذا كناية عن أنهم أناس

أهل زرع فلاحون، فإن الزارع بعد حصد الزرع يدوس عليه بأي شيء حتى يخرج منه

الحب ، فهو كناية عن أنهم أهل زرع .( ومنق ) : المنق : هو المنخل ، فالعرب ما كانوا

يعرفون المنخل إنما كان يعرفه أهل الترف ، تقول عائشة - رضي الله عنها - :

( ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منخلاً بعينيه ) ، فقال عروة :

( فكيف كنتم تأكلون يا خالة ؟ فقالت : كنا نذريه في الهواء ) ، فالتبن يطير في الهواء،

والذي يبقى مع الشعير يطحنونه كله ويأكلونه، والنبي عليه الصلاة والسلام كما

قالت عائشة :( مات ولم يشبع من خبز الشعير ) ، ليس من خبز القمح ، فإن القمح

هذا لم يأكلوه أبداً! تقول : وما أكل خبزاً مرققاً ) . فكلمة ( منق ) فيها دلالة على الترف ،

فعندهم من كل المال ، فهم أغنياء ، عندهم خيل وإبل وزرع ، وعندما يأكلون عندهم منخل ؛

لأنهم كانوا لا يفصلون التبن عن الغلة ، فيطحنونها دقيقاً يسر الناظرين .

( فعنده أقول فلا أقبح ) تقول : مهما قلت فلا أحد يجرؤ أن يقول لي : قبحك الله ..

فقد كان عزها من عز الرجل ومكانتها من مكانته، فلا يستطيع أحد أن يرد عليها بكلمة .

( وأرقد فأتصبح ) : تنام حتى وقت الضحى، وهذا يدل على أنه كان معها خدام ؛

إذ لو كانت تعمل بنفسها لما كانت تنام بعد صلاة الفجر ، وهذا كسائر نسائنا ؛ لأنه بعد

صلاة الفجر يريد الأولاد أن يذهبوا إلى المدارس ، وتريد أن تصنع الطعام لهم ،

والرجل سيخرج إلى العمل ، فتعمل باستمرار ، فإذا كانت تنام حتى تشرق الشمس

وترسل سياطها إلى الأرض وهي نائمة ، فمعنى ذلك أن هناك خدماً يكفونها المؤنة .

( وأشرب فأتقمح ) : وفي رواية البخاري : ( فأتقنح ) ، بالنون ، وهناك فرق بين

اللفظين ، أما لفظ ( فأتقمح ) فإنه يقال : بعير قامح ، أي إذا ورد الماء وشرب ثم رفع

رأسه زهداً في الشرب بعد أن يروى، فهي بعدما تشرب العصير، تترك نصف الكأس؛

لأنها قد ارتوت، وأما ( أتقنح ) أي : تشرب وتأكل تغصباً ، فتأكل حتى تشبع ، فيقال لها :

كلي، فتتغصب الزيادة ، وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك دلال وحب .


فقولها : فأتقمح أو أتقنح فيه دلالة على أنها تترك الأكل والشرب زهداً فيه لكثرته ،


فجمعت بين التبجيح والتعظيم الأدبي وبين الكرم.

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اية اسلام

اية اسلام


عدد الرسائل : 358
العمر : 36
شعارك في الحياة : هذا حجابي عفتي و كرامتي
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/01/2008

شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله   شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Icon_minitimeالجمعة يوليو 25, 2008 11:44 pm

وصف أم أبي زرع


ثم قالت :( أم أبي زرع فما أم أبي زرع! ) وهي عمتها ، فلم تذكر عنها شيئاً من


الكلام الذي نسمعه حول العمات وما إلى ذلك ، بل قالت : أم أبي زرع فما أم أبي زرع ..


هل تعلمون شيئاً عنها ؟ هذه السيدة الفاضلة ، وهذا على القاعدة : حبيب حبيبي حبيبي ،


فالمرأة عندما تحب زوجها ، تدين لأمه بالفضل أنها أنجبته ، وهذه منة في عنق الزوجة


للأم أنها أنجبت مثل هذا الإنسان .( عكومها رداح ) الرداح : هو الواسع ، يردح : أي :


يطيل في الكلام، ويتوسع في المقالة ، والعكوم : هي الأكياس التي تخزن فيها


الأطعمة ، فمثلاً : عندما تخزن الأرز لا تخزنه في كيس صغير ، بل تخزنه في كيس قطن ،


فقولها : ( عكومها رداح ) فيه دلالة على أن البيت كله خير ، وبيتها فسيح ،


ومن المعروف أن اتساع البيت أحد النعم .



شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd



وصف ابن أبي زرع


ثم قالت :(ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع! ) يفهم من هذا أن أبا زرع كان متزوجاً ،


قبل ذلك ..( ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة ) ،


مسل الشطبة : عندما تأتي بجريدة النخل وتأخذ منها سلخة للسكين ، السلخة هذه هي السرير


الخاص به، فهذا الولد نحيف ، لكن عضلاته مفتولة ، والإنسان النحيف مع قوة ممدوح


عند العرب ؛ لأن هذا ينفع في الكر والفر ، فهذا مدح تمدح به الولد ، تقول :


إنه مفتول العضلات وليس بديناً ، ولا صاحب كرش عظيم ؛ بل سريره كمسل شطبة ،


فتستدل على جسمه بسريره الذي ينام عليه ، وإلا فمسل الشطبة لا يكفي واحداً ثقيلاً بديناً .


( ويشبعه جراع الجفرة ): الجفرة : هي أنثى الماعز الصغيرة ، فلو أكل الرجل الأمامية


للشاة فإنه يشبع ، مع أن هذه لا تكفي الواحد ، ومع ذلك فإن هذا الولد يشبع إذا أكل


ذراع الجفرة ، وهذه صفات ممدوحة عند الرجال ، بخلاف النساء .



شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd



وصف بنت أبي زرع


ولما جاءت تصف بنت أبي زرع قالت : ( بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! ،


طوع أبيها وطوع أمها )، أي : مؤدبة ،( وملء كسائها ) مالئة ملابسها ،


وهذا مستمدح في النساء بخلاف الرجال ،( وغيظ جارتها ) : الجارة هي الضرة ،


فقد كان زوجها متزوجاً اثنتين أو أكثر( فغيظ جارتها ) أي : من جمالها ، وأنها ملء


كسائها ، وبذلك تغيظ جارتها .


شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd



وصف جارية أم زرع


قالت :( جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ! ) ، والمرأة من حبها للرجل تذكر كل


شيء حتى الجارية ، قالت :( لا تبث حديثنا تبثيثاً ) ، فأي شيء يحصل في البيت لا يعرف


به أحد من الخارج ، فهي أمينة لا تنقل الكلام ،( ولا تنقث ميرتنا تنقيثاًَ ) ، أي :


لا تبذر في الطعام ، فلا تجد مثلاً الأرز ملقى على الأرض ، فهي امرأة مدبرة ، تخاف


على المال ،( ولا تملأ بيتنا تعشيشاً ) أي : البيت ليس فيه زبالة ، كعش الطائر،


فعش الطائر عبارة عن ريش وحشيش وقش وحطب ، فتقول :


بيتنا ليس كعش الطائر ، إنما هو بيت نظيف . وفي بعض الروايات خارج الصحيحين :


( وظلت حتى وصفت كلب أبي زرع ) ، فالكلام هذا كله غزل ، والغزل هنا مستحب ،


ولا أقول : غزل عفيف ، إنما هذا غزل مستحب ؛ إذ هي تتغزل في زوجها ،


وتعدد فضائل زوجها ، وتشعر بنبرة الحب عالية في كلام المرأة . قالت :


( فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض ) ، كان الوقت ربيعاً ، واللبن كثير ، والناس


يحلبون لبنهم ، وفي هذا الوقت خرج أبو زرع ( فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين )


معها اثنان من الأولاد في منتهى الرشاقة ، ( يلعبان من تحت خصرها برمانتين) ،


فأعجبه هذا المنظر ، فقال : هذه المرأة لابد أن أضمها إلي ، فضمها إليه ،


لكن ما الذي حصل ؟ قالت :( فطلقني ونكحها )، لأنه لايبقي عنده إلا امرأة واحدة ،


رجل يحب التوحيد!!


شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd


الزوج الثاني بعد أبي زرع


قالت : ( فنكحت بعده رجلاً ثرياً ) ، من ثراة الناس وأشرافهم ،( ركب سرياً ) ، السري :


نوع جيد من أنواع الخيل ، كان الأغنياء يركبونه ؛ لأنه كان مفخرة عندهم ، وحتى


تكتمل صورة الأبهة قالت :( وأخذ خطياً ) ، الخطّي : هو الرمح ، فهو واضع تحت


إبطه رمحاً وراكب على الخيل ، متعجرفاً ومهيباً .



شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd


وفاء أم زرع لأبي زرع


تقول : ( وأراح علي نعماً ثرياً ) ، أي : أعطاها مالاً وفيراً ،


( وأعطاني من كل رائحة زوجاً ) ، وفي رواية : ( وأعطاني من كل ذابحة - أي:


ما يصلح أن يذبح - زوجاً ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك ) ، أي : وأعطي أهلك


أيضاً ، فهذا الرجل ليس فيه أي عيب ، إلا أن المرأة تقول :( فلو أني جمعت كل شيء


أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ) . فانظر إلى هذا الوفاء !


مع أن المرأة المطلقة لا تكاد تذكر لزوجها السابق حسنة، وهذا الرجل لم يقصر في حقها ،


بل قال لها :( كلي أم زرع وميري أهلك ) ، أنفقي على أهلك ، لكنها تقول :


( فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع )


( فهل تجدون في هذا الكون أمرأة بمثل أم زرع لأبي زرع )


شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله Bf985d30cd
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
«۩۞۩- ســـــــــرايـــــــا الدعــــوة-۩۞۩ :: «۩۞۩- الرسول صلى الله عليه و سلم و عظماء الامة من السلف الصالح -۩۞۩» :: «۩۞۩-الحديث النبوي الشريف وعلومه -۩۞۩»-
انتقل الى: